انتصار يسوع
top of page
1/3

انتصار يسوع


لماذا ننزعج من الموت؟ ولماذا نرهب منه؟ اذا كان يحدث للجميع، فنحن جميعا نأكل ونشرب وننام، ولا ننزعج من هذه الأمور بل في الحقيقة تبهجنا، فلماذا اذا ننزعج من الموت حتى وان حدث لأشخاص لا نعرفهم؟


الإجابة دائما في كلمة الله، فالله خلق الانسان على صورته كشبهه لحياة وليس لموت، لقد خلق الله الانسان كي يمجده للأبد وليس لفترة مؤقتة.


ولان الانسان اخطأ وانفصل عن الله، وبالتالي عن مصدر الحياة كان من الطبيعي ان يكون الموت نتيجة لانفصاله عن مصدر الحياة، ولكن الأمر ليس كذلك فقط، فالحق ان الموت جاء كحكم قضائي على عصيان الانسان، والموت ليس نتيجة لانفصال الانسان عن الله فحسب بل أيضا نتيجة الخطية وغضب الله عليها.


ولهذا يصير الموت مزعج ومرعب وبشع، لانه دخيل على الانسان، هو ليس من طبيعته مثل باقي ممارسات حياته، لكنه دخيل مرعب ويرتبط بالخطية والشر.


وفي العهد القديم نرى دائما غضب الله ودينونته يتجسدا في "الموت" فكل عقاب من الله على البشر كان يأتي في صورة حروب وكوارث طبيعية واوبئة، لذلك يمكننا ان نترجم غضب الله في كلمة "موت".


وفي الحقيقة ما نراه اليوم وعلى مر التاريخ من دينونة وغضب ما هو الا صورة مبدأية لغضب الله الأبدي والذي لا يخطر على قلب بشر.


غضب الله اعظم بكثير من هلاك مدينة أو دولة أو اغراق الأرض بطوفان ووبأ، والموت ليس هو مجرد هلاك الجسد بل بالأكثر هلاك الروح.


وقد نرى في ذلك الغضب قسوة من الله أو ظلم في بعض الأحيان، فهل كل من هلكوا في العهد القديم عن طريق الحروب أو الكوارث كانوا يستحقون هذا العقاب؟


في الحقيقة اننا كلنا نستحق الهلاك والعقاب والموت لان الله لا يقبل الشر ولا يريد ان يتهاون معه باي شكل، الله غاضب بشكل ابدي على الشر والخطية وكل ما نعيش فيه من سلام هو على سبيل النعمة بينما كل دينونة تحدث في الأرض هي من قبيل الحق التام والمطلق، فليس من الطبيعي ان يعيش المجرم في سلام.


ويجب علينا كمؤمنين بيسوع المسيح ان ندرك عمق غضب الله ودينونته كي نعي وندرك عمق نعمته ومحبته والرحمة التي قدمها لنا في الصليب، لانه في ذاك الصليب تحمل كأس غضب الله بالكامل وصار متروكا منه، بسبب خطية الانسان، لقد تحمل المسيح الموت لكي يهزم الموت ولا يصير هناك حكم علينا فيما بعد بل نصير احرار واحياء للأبد، لذلك كما فهمنا ما فعله يسوع على الصليب أيضا علينا ان ندرك ما تم في قيامته وبالأخص في حياتنا وشخصياتنا.


في يو٢٠: ١٥ يقول يسوع لمريم بعد القيامة: لماذا تبكين؟ لقد رأت مريم والتلاميذ القبر الفارغ ورأوا الأكفان والمنديل ورأت الملاكين ورأت يسوع نفسه ومازالت تبكي، وأتخيل ان يسوع كان يسألها بنوع من السخرية… لماذا تبكين يا امرأة؟ لقد قمت أنا أمامك واقف بجسم مادي وأتكلم معكي، فلماذا تبكين؟


يسوع المسيح لم يقوم من الموت مثل لعازر أو ابن ارملة نايين لكنه قام بشكل أبدى، آخذا جسد ممجد، لا يموت ولا يضعف وغير قابل للموت.


وفي(لو24: 1-53) والذي يروي حدث القيامة بشكل تاريخي نتعرض الى مشهد القيامة كحدث تاريخي مُحَطِم:


ان تميز حدث القيامة انه غير متكرر فهو على مدار التاريخ حدث لمرة وحيدة ولذلك يصعب تصديقه، حتى اننا كمسيحيين كثيرا ما نتشكك في هذا الحدث او ننساه، في حين انه رجائنا الوحيد في الأرض.


لذلك صار هذا الحدث محطم لكل الاحداث الأخرى وان كان هناك من يُكَذّبون هذا الحدث الا ان قصة البشير لوقا تؤكد قيامة يسوع:


1. المسيح قال اعطوني لأكل. هل تُكتب الاساطير بهذا الشكل؟؟

عندما يكتب البشر اسطورة او قصة خيالية لا يستعرضون مثل هذه التفاصيل، فهي تجعل للقصة مرجعية تمكن القارئ من البحث والاستقصاء، فذكر أنواع الطعام وإرادة يسوع ان يثبت لتلاميذه ان له جسد مادي هي كلها تفاصيل لا تُذكر في الاساطير.


2. إذا كنت تختلق قصة عن القيامة فلا يجب ان تضع نساء في القصة.

ان النساء في ذلك العصر لم يكن لشهاداتهم قيمة في المحاكم او الدواوين، وعندما يروي لوقا ان النساء هم من استقبلن يسوع بعد قيامته وهن من اخبرن تلاميذه عن القيامة، يؤكد ان هذا ما حدث بالفعل فهو لم يكترث ان تؤكد قصته من قبل الرجال بل ان يقول ما حدث كما حدث.


3. وضع الكاتب لأسماء مثل مريم ويونا وكليوباس، يجعل منها مرجعيات لكي يؤكد للقراء ما يقول. وان هناك اشخاص يمكن الرجوع اليهم في حال الاستقصاء عن حقيقة ما حدث، ولا يمكن لمن يروي قصة كاذبة او اسطورة ان يضع أسماء يمكن الرجوع اليهم.


4. وسجدوا له"...لقد كتب الانجيل في حياة شهود كثيرين، واخر شعب على الأرض من الممكن ان يسجد لانسان هم اليهود، فهم لا ينطقون باسم يهوة او الله احتراما لله. لقد رأوه. واقروا انه المستحق السجود.


كل هذه واكثر شواهد وادلة ان يسوع المسيح قد قام من الموت كما وعد، لذلك فأن العقبة الحقيقية لتصديق القيامة ليس في الأدلة ولكن في اعجابنا او نبذنا للقصة.

حياتنا أصبحت ما أعجب به وما لا أعجب به (الفيسبوك) لكن بولس الرسول مثلا لم يكن يهتم بما يعجبه عن المسيحية او لا يعجبه، فبولس ابن الهيكل والذبائح والناموس، لم يكترث لكل ذلك...لقد رأى المسيح المقام...لقد راى الحقيقة.


نحن نريد دائما ان نحصل على راحتنا وليس الحق، لاننا كلنا ننتظر الموت لذلك نريد ان نُثبت ذواتنا ونحصل على ما يلذ.

لقد اصبحنا مهووسون بالوقت لأننا مؤقتون، نريد ان نستغل كل لحظة في حياتنا لنوفر السعادة والراحة واللذة حيث اننا في انتظار نهاية مفزعة.


لذلك فان قيامة يسوع المسيح تتحدى راحتنا، لانها لا تجعلنا ننتظر الموت بل الحياة، ولا نهاية لحياتنا مع المسيح، لذلك هناك مسئولية لا لإثبات الذات بل لبناء ملكوت، وبناء إرادة جديدة تطلب الحياة.


- كل ما في حياتنا يتغير في القيامة، فبعد ان كنا نبحث عن الراحة أصبحنا نبحث عن الحق، وبعد ان كنا نرتاح فيما نرغب أصبحنا نرتاح فيما يجب ان نفعل، فالقيامة تعني حياة والحياة تعني إرسالية والإرسالية تعني ملكوت، ولكل ملكوت ملك غالب.


- ان نفوسنا في القيامة لم تعد متألمة مثل نفس مريم تنوح على الميت، بل نفس صحيحة رأت المقام وابتهجت وسط الضيق والظلم والألم لان هناك حياة حقيقية في القيامة.

بولس الرسول لم يهمه مالم يعجبه في المسيح فذلك لا يهم على الاطلاق طالما يسوع قام حقا، سأتعلم كل شيء من جديد من ذلك المقام، وسأفهم كل شيء من جديد من خلال يسوع المسيح المقام من الأموات.


ان انتصار يسوع على الموت لم يكن مجرد انتصار الهي، فالله لا يحتاج ان يُثبت انه منتصره مصدر كل حياة، بينما كانت القيامة انتصارا للانسان الكامل ايضا لكي تغلب الانسانية الموت غلب يسوع الموت فكما بانسان واحد اجتاز الموت للجميع هكذا بالانسان الاخير يصير لهم حياة ابدية حقيقية.


- انت تعيش اَي حياة؟ لراحتك أم للراحة الحقيقية في المسيح، تبني ملكوتك الخاص أم في ملكوت الملك المنتصر؟

19 views0 comments

Recent Posts

See All
bottom of page