top of page
1/3
Writer's pictureLiving Bread

الله واحد في ثلاثة اقانيم



الثالوث حقاً سر إلهي، لا يستطيع عقلنا البشري فهمه بالكامل.. لكننا نستطيع فهمه في إطار النقاط التالية على حدة:

الله موجود سرمدياً كثلاثة اقانيم هم الآب والابن والروح القدس وكل اقنوم هو كامل اللاهوت وهناك إله واحد.. هذه هي الصيغة التي يمكن من خلالها شرح عقيدة الثالوث.


ولأن الله لا مثل له فوحدانيته ايضاً لا مثيل لها.. فهي ليست الوحدانية البسيطة لكنها الوحدانية الجامعة..

· لا نجد كلمة ثالوث في الكتاب المقدس رغم ان معنى الكلمة موجود كتعليم في مواضع كثيرة وتعني كلمة ثالوث Trinity الوحدة المثلثة او ثلاثة في واحد Three in oneness.


· يتدرج الإعلان الإلهي في الإعلان عن الله كثالوث.. ففي العهد القديم يوجد العديد من المواضع التي ذكر فيها تلميحاً عن الثالوث.. لكن الإعلان الإلهي في الكتاب المقدس أراد ترسيخ فكرة ان الله هو واحد في وسط الشعوب القديمة التي تؤمن بتعدد الالهة وتدرج بشكل أكثر وضوحا ً الى ان أعلن لنا العهد الجديد عن تمايز الاقانيم وأدوار كل منهم ووحدانيتهم ايضاً


· إن صعوبة استيعاب وتخيل عقولنا [المحدودة] حقيقة أن الله الواحد ثالوث، إنما هي أقوى دليل على إن هذه العقيدة ليست من اختراع البشر! فالعقل إذا اخترع شيئاً، فإنه يخترع ما يتناسب مع حدود قدرته واستيعابه. فكون هذه الحقيقة أسمى من العقل، فهذا دليل على أنها ليست من اختراع العقل البشري.. لكنها إعلان إلهي!


الثالوث في العهد القديم: نسرد بعض وليس كل الآيات التي تشير بصورة جلية عن الثالوث:

· يقول الله في تك 1: 26 " نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا. صيغ الجمع هنا لا يمكن فهمها على انها للتفخيم لأنه لا يوجد في اللغة العبرية جمع التفخيم. ولا يمكن ان الله كان يتحدث الى الملائكة لأننا لسنا على صورة الملائكة.. ولا الملائكة مساويين لله..

· في تك 3: 22 " هوذا الانسان صار كواحد منا عارفاً الخير والشر “

· تك 11: 7 “هلم ننزل ونبلبل السنتهم "

· اش 6: 8 " من أرسل ومن يذهب لأجلنا " لاحظ هنا اجتماع المفرد والجمع في نفس الآية للدليل على الاقانيم المتفردة في وحدة متفردة.

· مز 45: 6- 7 " كرسيك يا الله الى دهر الدهور.. احببت البر وابغضت الاثم لذلك مسحك الله بدهن الابتهاج " يتجاوز الكاتب وصف الملك بانه انسان ووصفه بانه الله نفسه والله أيضا هو الذي مسحه في إشارة الى الاب والابن. وانه سيدوم عرشه الى الابد. وهي نفس الآية التي اقتبسها كاتب العبرانيين مطبقاً اياها عن المسيح (عب 1: 8)

· مز 110: 1 " قال الرب لربي اجلس عن يميني حتى اضع اعدائك موطئ لقدميك " وفي تعليق الرب يسوع على تلك الآية في مت 22 :41- 46 قال ان داود يقصد ما هو ابعد من الملك انه الابن مشيراً الى ذاته. أي انه هناك شخصين متميزين يسميهما الرب.

· اش 63: 10 ان شعب الله " احزنوا روح قدسه " وهذه إشارة عن تمايز روح الله انه شخص يحزن.

· ملا 3: 1-2 "يأتي بغتة الى هيكله السيد الذي تطلبونه، وملاك العهد الذي تسرون به. هوذا يأتي قال رب الجنود، ومن يحتمل مجيئه؟ ومن يثبت عند ظهوره؟ " وهنا تمييز بين السيد وبين رب الجنود والاثنان يدعا الرب او السيد.

· هو 1: 7 "وأخلصهم بالرب إلههم " وهنا إشارة ان الله سيخلصهم بالرب الاله في إشارة الى الابن الرب يسوع المخلص.

· اش 48: 16 "والان السيد الرب ارسلني وروحه" إشارة ان الرب وروح الرب أرسلا معا عبد الرب وهنا تمايز لروح الله كأقنوم يُرسل وليس مجرد قوة.

· بالإضافة الي المواضع العديدة التي تتكلم عن ملاك الرب الذي يدعى أحيانا الرب نفسه ليس كملاك مخلوق.. كإشارة الى الابن.


الثالوث في العهد الجديد:

· عند معمودية يسوع: مت 3: 16- 17 "وإذا السماوات انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه وصوت من السماء قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت." وهنا نرى ظهور للثلاثة اقانيم معاً الاب في صوت من السماء والروح في شكل حمامة تحل على يسوع الابن.

· مت 28: 19 المأمورية العظمى.. أرسل المسيح تلاميذه واوصاهم ان يتلمذوا جميع الأمم ويعمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس. في إشارة الى الله الواحد المثلث الاقانيم.

· والكثير من المواضع التي تعطي الاب او الابن او الروح القدس اسم الله او الرب الواحد.


كيف نفهم هذا التعليم الكتابي؟

ان عقيدة الثالوث بمعنى ما، سر لن نتمكن من فهمه ابداَ بشكل كامل غير اننا نستطيع ان نفهم شيئاً من هذا الحق عن طريق دراسة العبارات التالية:

1) الله ثلاثة اقانيم متميزة.

2) كل اقنوم هو الله.

3) يوجد إله واحد.

بدراسة كل عبارة على حدة قد توحي بنقض الأخرى لكن علينا أخيرا قبول عجز اللغة ومحدودية العقل في التوفيق بين تلك العبارات.


1) الله ثلاثة اقانيم:

تعني ان الآب ليس هو الابن وليس هو الروح القدس والابن أيضا ليس هو الروح القدس ولكن كل منهم هو اقنوم (شخص) متميز.

· يو 1:1- 2: في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. فالمسيح كان عند الاب وكان هو الله ولكنه متميز عن الاب.

· يو 18: 24 “مجدي الذي اعطيتني لأنك احببتني قبل انشاء العالم" يوحي بالتمايز والمحبة.

· 1 يو2: 1: لنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار"

· يو 14 :26 "واما المعزي الذي سيرسله الآب بإسمي فهو يعلمكم كل شيء ويذكركم بكل ما قلته لكم" الروح ليس هو الآب ولكنه مرسل منه باسم الابن. وايضاً الروح ليس هو الابن لكنه معزي آخر.

· رو8 :27 " الروح يشفع فينا" إذا الروح ايضاً متميز عن الآب ويشفع فينا. وليس هو الابن الذي يشفع ايضاً امام الآب.

· تنسب الى الروح القدس نشاطات عديدة توضح انه شخصاً وليس مجرد قوة: فهو يعلم (يو 14 :26) ويشهد (يو 15 :26) ويتشفع (رو 8: 27) ويفحص أعماق الله ويعرف أفكاره (ا كو 2 :10- 11) وله إرادة توزيع المواهب (1 كو 12- 11) عدم السماح بأنشطة معينة (اع 16 :6-7) والتكلم (اع 8: 29) وتقويم المسار (اع 15: 28) والحزن على الخطية في المؤمنين (اف 4 :30).


2) كل اقنوم هو الله:

تعني ان كل من الاب والابن والروح القدس لهما صفات الله التي تكلمنا عنها سابقا:

أ‌) الآب هو الله: هو امر واضح في الكتاب المقدس حيث يشار كثيرا الى الاب بصفته الله.

ب‌) الابن هو الله: واضح مثلا في يو 1: 1-4 ان الكلمة (الابن) هو الله. كما ان انجيل يوحنا ذكر كثيراً عبارة ابن الله باعتبارها انه مساويا او معادلا نفسه بالله وسيتم مناقشة هذا الامر بالتفصيل عندما نتحدث عن لاهوت الابن.

ت‌) الروح القدس هو الله: فمساواته بالآب والابن عندا قال المسيح عمدوهم باسم الاب والابن والروح القدس توضح انه الله. وفي اع 5: 3- 4 عندما وجه بطرس كلامه الى حنانيا: كيف ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟ انت لم تكذب على الناس بل على الله.

وعندما قال بولس انكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم (1 كو 3: 16) فالله يسكن في هيكله بروحه الذي هو ذاته.. وأكثر من ذلك سيتم مناقشته عن الروح القدس في دراسة لاحقة.


3) يوجد إله واحد:

إذا استندنا على الحقيقتين السابقتين فقط سنصل الى وجود ثلاثة إلهه متميزة ولكن الكتاب يعلم ان الله إله واحد ولا يوجد إله آخر.:

· تث: 6: 4 "اسمع يا إسرائيل الرب إلهك رب واحد"

· عندما رنم موسى (خر 15 :11) من مثلك بين الالهة يارب؟ من مثلك معتزا بالقداسة مخوفا بالتسابيح؟

· اش 45: 5- 6 " انا الرب وليس آخر لا إله سواي...ان ليس غيري انا الرب وليس آخر.

· 1 تي 2: 5 " يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الناس الانسان يسوع المسيح"

· رو 3: 30 " الله واحد"

· 1 كو 8: 6" لنا إله واحد الاب الذي منه كل الأشياء.

· يع 2 :19 " انت تؤمن ان الله واحد حسناً الشياطين يؤمنون ويقشعرون"


Ø عند محاولة الخروج بحل او شرح مبسط لعقيدة الثالوث على مدى التاريخ سيتم حتماً انكار احدى التعابير السابقة (ان الله موجود في الاقانيم الثلاثة – كل اقنوم هو الله – يوجد إله واحد)

· فمثلا إذا أنكرنا الأولى ان الله موجود في ثلاثة اقانيم واعترفنا بالباقي سنصل لفهم مغلوط وهو ان الاقانيم الثلاثة ما هي الا صور او أسماء لشخص واحد يعمل بشكل مختلف ويدعى احياناً الاب واحياناً الابن واحياناً الروح القدس. ونقدر ان نقدم مثال لذلك ان أحيانا يكون الانسان يعمل محامي مثلا ويكون اباً في بيته وابن من جهة والديه فالشخص في آن واحد يقدر ان يكون عدة شخصيات.

ولكن هذا الفكر مغلوط اذ ينكر ان الاقانيم متمايزة عن ذاتها..


· وإذا أنكرنا المقولة الثانية أي انكار ان كل اقنوم هو الله بالكامل: سنقول ان الله واحد وهو الاب مثلا وننقص من كون الابن والروح القدس هما الله وهو ما وقع فيه المهرطقين.

· وإذا أنكرنا المقولة الثالثة ان الله واحد: سنصل لوجود ثلاثة الهة وهو امر يناقض الكتاب المقدس بوضوح.



Ø لكل التشبيهات او المقارنات القياسية عيوب:

عندما نستقي تشبيهات مادية للثالوث لمحاولة تبسيط الفكرة لعقولنا فإن كلها تغدو ناقصة او مضللة لدى مزيد من التحليل.. فمثلا:


v الله مثل نبات ثلاثي الورقة وكلهم في النهاية نبات واحد: قياس فاشل لان كل ورقة هو في النهاية جزء من النبات وليس كل النبات.. فكل اقنوم هو الله بالكامل وليس جزء منه.

v وبالمثل قال البعض ان الله مثل شجرة بها جزر وجزع واغصان.. لها نفس الرد السابق.

v او انه مثل الماء بخار وسائل وجليد.. فلا توجد حالة يكون فيها الثلاث حالات موجودة في الوقت نفسه. وكل حالة تحمل خصائص مختلفة ولا هم شخصيات عاقلة.

v الانسان جسد ونفس وروح.. ليست الأجزاء هذه متطابقة الخصائص والصفات مثل الاقانيم الثلاثة.

v فكرة اللانهاية.. تحوي كثرة في داخلها.. لكن لا يوجد تمايز بين ما لانهاية وأخرى.

v الشمس جسم وضوء وحرارة.. كل منهم لا يمثل الشمس بالكامل.

v شخصية الانسان كأنه بداخله طفل وراشد وكهل: فكرة جيدة لكن تكوين الطفل يوجد قبل الراشد والكهل.. هما لم يوجدا معاَ من البداية.

لذلك نجد ان الكتاب عندما رأى تشبيها أقرب الينا ذكر الآب والابن والروح القدس.. فتعبير الكتاب هو الادق.. ولكن لا يمكن قبوله بالمستوى الإنساني من اسبقية الآب عن الابن او انفصالهم كفردين منعزلين.

سيظل من الصعب على عقولنا إدراك هذه الحقيقة.. لكن علينا اخضاع عقولنا لقبولها بالإيمان لأنها اعلان الله عن ذاته لنا.

1,877 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


bottom of page