top of page
1/3

هرطقات حول شخص الرب يسوع في تاريخ الكنيسة

Writer's picture: Living Bread Living Bread




التجسد: اللاهوت والناسوت في شخص المسيح الواحد.

قبل ان نتطرق الى شرح هذا التناغم سنشرح عدة آراء أخرى اعتبرتها الكنيسة هرطقات وتم حرمانها:

1) الأريوسية: نسبة الى آريوس

كان آريوس ينكر لاهوت المسيح، ويرى أنه أقل من الآب في الجوهر، وأنه مخلوق. ومازالت جذور الأريوسية قائمة حتى الآن. حتى بعد أن شجبها مجمع نيقية المسكوني سنة 325 م، ظل أريوس والأريوسيون من بعده سبب تعب وشقاق وشك للكنيسة.

1) الابولينارية: نسبة الى ابوليناروس361 م.

· علم ابوليناروس أسقف اللاذقية عام 361 انه كان لشخص المسيح الواحد جسد بشري، ولكن لم يكن له عقل بشري ولا روح بشرية.. وان عقل المسيح وروحه كانا من الطبيعة الإلهية التي لابن الله.. أي ان المسيح لم يكن انساناً كاملاً وتم رفض هرطقته كاملة في مجمع القسطنطينية عام 381 م.


1) النسطورية: نسبة الى نسطور 428 م:

· كان نسطور أسقف القسطنطينية عام 428 م بعد ان كان واعظاً شعبياً.. حتى حرمه مجمع أفسس سنة 431 م.

· وعلم بأنه كان في المسيح شخصان منفصلان شخص بشري وشخص ألهى في جسد واحد.. حيث انه فصل بين يسوع الانسان ويسوع الاله..

· وكان يرفض تسمية القديسة العذراء مريم بوالدة الإله THEOTOKOC، ويرى أنها ولدت إنسانًا، وهذا الإنسان حل فيه اللاهوت. لذلك يمكن أن تسمى العذراء أم يسوع. ويعتبر أنه بهذا قد أنكر لاهوت المسيح.

· وحتى قوله إن اللاهوت قد حل فيه لم يكن بمعنى الاتحاد الأقنومي، وإنما حلول بمعنى المصاحبة. أو حلول كما يحدث للقديسين.

· أي أن المسيح صار مسكنًا لله، كما صار في عماده مسكنًا للروح القدس. وهو بهذا الوضع يعتبر حامل الله. وقال إن العذراء لا يمكن أن تلد الإله، فالمخلوق لا يلد الخالق! وما يولد من الجسد ليس سوى جسد.

· وهكذا يرى أن علاقة طبيعة المسيح البشرية بالطبيعة اللاهوتية بدأت بعد ولادته من العذراء، ولم تكن اتحادًا وقال صراحة "أنا أفصل بين الطبيعتين".

· وبهذا الوضع تكون النسطورية ضد عقيدة الكفارة لأنه إن كان المسيح لم يتحد بالطبيعة اللاهوتية، فلا يمكن أن يقدم كفارة غير محدودة تكفي لغفران جميع الخطايا لجميع الناس في جميع العصور.

· والكنيسة حينما تقول إن العذراء والدة الإله، إنما تعنى أنها ولدت الكلمة المتجسد، وليس أنها كانت أصلًا للاهوت، حاشا. فالله الكلمة هو خالق العذراء، ولكنه في ملء الزمان حل فيها، وحبلت به متحدًا بالناسوت وولدته.


1) الاوطيخية(المونوفيزية) نسبة الى اوطاخي (378 – 454)

· كان أوطاخى (يوطيخوس) أب رهبنة ورئيس دير بالقسطنطينية. وكان ضد هرطقة نسطور. فمن شدة اهتمامه بوحدة الطبيعتين في المسيح -وقد فصلهما نسطور- وقع في بدعة أخرى. فقال إن الطبيعة البشرية ابتلعت وتلاشت في الطبيعة الإلهية، وكأنها نقطة خل في المحيط. وهو بهذا قد أنكر ناسوت المسيح.

· أوطاخي هذا حرمه القديس ديسقورس. وعاد فتظاهر بالإيمان السليم، ولكنه بعد ذلك أعلن فساد عقيدته مرة أخرى فحرمه مجمع خلقيدونية سنة 451 م

· المشكلة في انها جعلت المسيح لا إله حقاً ولا انسان حقاً.. مما يجعله لا يمثلنا او يمثل الله في الفداء.


التعريف الخلقيدوني:

ان التعريف الخلقيدوني الناتج عن مجمع خلقيدونية تحفظ على جميع البدع السابقة وشرح بشكل مبسط ماهية المسيح وسوف نقتبسه هنا ونقوم بالتعليق عليه من قبل الكنائس الغربية والشرقية ودراسة نقاط الاتفاق والاختلاف بينهم للوصول الى العقيدة المسيحية التي يتفق عليها اليوم تقريبا كل الطوائف المسيحية:

"اننا تابعين للآباء القديسين و برأي واحد , نعلم الناس ان يعترفوا بالابن الواحد نفسه, ربنا يسوع المسيح الكامل في اللاهوت و الكامل في الناسوت ايضاً, الاله حقا و الانسان حقاً, الذي له نفس عاقلة و جسد, المساوي للآب في الجوهر حسب اللاهوت, و المساوي لنا في الجوهر بحسب الناسوت, الشبيه بنا في كل شيء, بلا خطية, المولود من الآب قبل كل الدهور بحسب اللاهوت, والذي في هذه الأيام الأخيرة لأجلنا و لأجل خلاصنا , ولد من العذراء مريم , ام الاله, بحسب الناسوت ؛ المسيح الواحد نفسه ، الابن ، الرب، الوليد الوحيد ، الواجب ان يعترف به في طبيعتين بلا اختلاط ولا تغيير ولا انقسام و لا انفصال ، حيث ان تمايز الطبيعتين لا يلغيه اتحادهما بأي حال من الأحوال ، بل بالحري يحافظ على خصوصية كلتا الطبيعتين ، وتتلاقيان في شخص واحد و اقنوم واحد، غير منقسمتين ولا منفصلتين الى شخصين ، بل في الابن الواحد نفسه ، الوليد الوحيد ، الله ، الكلمة ، الرب، يسوع المسيح، كما اعلن عنه الأنبياء من البدء، و كما علمنا الرب يسوع المسيح نفسه ، وكما افاد قانون الايمان الذي سلمنا إياه الآباء القديسون "



· كان اختلاف الكنائس الشرقية بسيط وهو يتلخص في الآتي:

علينا أن نستخدم عبارة طبيعة واحدة للمسيح أو طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد..

وكما أن الطبيعة البشرية يمكن أن يقال عنها أنها طبيعة واحدة من طبيعتين (النفس والجسد)، كذلك نقول عن الكلمة المتجسد أنه طبيعة واحدة من طبيعتين.

فإن قيل إن طبيعة اللاهوت مُغايرة لطبيعة الناسوت، فكيف يتحدان، نقول أيضًا أن طبيعة النفس هي كذلك مُغايرة لطبيعة الجسد، وقد اتحدت معه في طبيعة واحدة هي الطبيعة الإنسانية.

ومع أن الإنسان تكون من هاتين الطبيعتين، إلا أننا لا نقول عنه مطلقا أنه اثنان، بل إنسان واحد. وكل أعماله ننسبها إلى هذه الطبيعة الواحدة.

وليس إلى النفس فقط، ولا إلى الجسد فقط. فنقول أكل فلان أو جاع أو تعب أو نام أو تألم ولا نقول إن جسد فلان هو الذي أكل أو جاع أو تعب أو نام أو تألم. والمفهوم طبعًا أنه جاع أو نام بالجسد.. لكننا ننسب هذا الأمر إلى الإنسان كله، وليس إلى جسده فقط.. كذلك كل ما كان يفعله المسيح كان ينسب إليه كله، وليس إلى لاهوته وحده أو إلى ناسوته وحده.


· ومع هذا الاختلاف البسيط ظل الاتفاق على ان المسيح إله كامل وانسان كامل.. هو فريد من نوعه حقاً

· لا نفصل بين لاهوته ناسوته. وكما قال القديس أثناسيوس الرسولي عن السيد المسيح "ليس هو طبيعتين نسجد للواحدة، ولا نسجد للأخرى، بل طبيعة واحدة هي الكلمة المتجسد، المسجود له مع جسده سجودًا واحدًا".

· إنها طبيعة واحدة ولكن لها كل خواص الطبيعتين:

· كل خواص اللاهوت وكل خواص الناسوت. فيها الناسوت لم يصر لاهوتًا، بل ظل ناسوتًا، ولكنه ناسوت الله الكلمة. والكلمة لم يتحول إلى ناسوت، بل بقي كما اللاهوت مع الناسوت في الجوهر وفي الأقنوم وفي الطبيعة، بدون انفصال.

· ولم يحدث انفصال بين اللاهوت واللاهوت الناسوت في موت المسيح.

· وعند موته "انفصلت نفسه عن جسده. ولاهوته لم ينفصل قط عن نفسه ولا عن جسده. وبقي جسده في القبر متحدًا باللاهوت. وفى اليوم الثالث أتت نفسه المتحدة بلاهوته، لتتحد بجسده المتحد بلاهوته وهكذا صارت القيامة. وأمكن للإله المتجسد القائم من الأموات، أن يخرج من القبر وهو مغلق وعلية حجر عظيم. وأمكن أن يدخل التلاميذ والأبواب مغلقة (يو19: 20). إننا لا نتحدث هنا عن طبيعتين منفصلتين: إله، وإنسان. فهذا التعبير يدل على اثنين لا واحد. وتعبير اثنين لا يدل مطلقًا على اتحاد.

نجد بعض الآيات يبدو من الصعب التوفيق بينها (كيف يعقل ان يكون يسوع كلي القدرة ومع ذلك ضعيفا ً؟ كيف يمكن ان يغادر العالم ويظل في نفس الوقت حاضراً في كل مكان؟ كيف يمكن ان يتعلم الأشياء ويكون مع ذلك عالما ً بكل شيء؟، كيف يجرب من ابليس وهو الاله الغير مجرب بالشرور؟) هذا هو المعنى اللاهوتي المقصود ان كلا الطبيعتين احتفظتا بخصائصها وخصوصيتها في سر المسيح العجيب؟ فحينما كان طفلاً في المذود ظل هو من يحمل كل الأشياء بكلمة قدرته!! وعندما اختبر الضعف البشري ظل في نفس الوقت كلي القدرة !!فهو لم يكن مجرد شخص عادي عمل فيه الله بشكل فريد لكنه كان الله حقاً طول الوقت!! لذلك هذا السر العجيب من الصعب على البشر ادراكه لكنه اعلان الله عن نفسه وعلينا قبوله باتضاع وعدم رفضه لأن العقل غير قادر على استيعابه!!

وكعبارة لاهوتية مختصرة نقول: "مع بقائه ما كان عليه، صار ما لم يكن عليه " بينما استمر يسوع في بقاؤه الهاً كاملاً صار أيضا ما لم يكم عليه (انساناً كاملاً).. فهو لم يتخل عن جزء من لاهوته عندما صار انساناً.



تواصل الصفات:

من الطبيعة الإلهية الى الطبيعة البشرية: في هذا الاتحاد العجيب اكتسبت الطبيعة البشرية من الإلهية:

§ أهلية ان تتلقى العبادة.

§ عدم القدرة على ان تخطئ.

وهذا ما لم يكن من خصائص الكائنات البشرية بأي طريقة أخرى.


من الطبيعة البشرية الى الطبيعة الإلهية: فطبيعة يسوع البشرية اتته:

§ قدرة على اختبار الألم والموت.

§ قدرة ان يفهم بالاختبار ما نحن مختبروه.

§ قدرة ان يكون الذبيحة البدلية عنا.

وهذا الامر لم يكن ممكناً ان يفعله يسوع من حيث هو الله فقط.



913 views0 comments

Yorumlar


محتوى الموقع يخضع لسياسة حقوق الملكية الفكرية للنشر والنسخ ويحذر استخدام المحتوى المقدم بدون اذن كتابي من خدمة الخبز الحي©
bottom of page