
موضوع بلعام دة في وجهة نظري غريب جدا .. بداية من ان الله يستخدم واحد كنبي يتكلم كلامه و هو اصلا مش من شعبه .. مش بس كدة دة معروف وسط الناس انه عراف و اللي يباركه بيتبارك و اللي يلعنه يتلعن .. يعني في الاصل هو بيستخدم الشيطان. .(او بالحري بيستخدمه الشيطان) لكن الله قرر انه يتدخل في حياته في الموقف دة عشان شعبه .. عشان يعلن للناس ان شعبه تحت حمايته ..في اول الاصحاح (سفر العدد , اصحاح 22 ) لما رسل الملك باراق راحوله ربنا كلّمه و قاله ماتروحش و هو فعلا سمع الكلام و دي كانت حاجة كويسة .. لكن الغريب لما جالو رسل تاني ووعدوه بالهدايا مع انه عارف ان ربنا مش عايزه يروح من الاصل ( عشان لو هيروح هو هيلعن الشعب فدي مش مشيئة ربنا ) لكن لأن قلبه كان مش مستقيم .. قال هسأل ربنا - مع انه فعليا ما سألوش لكن ربنا هو اللي جاله في الحلم- وهنا مشكلة .. رسالة بطرس التانية بتقول :
بطرس الثانية 2: 15- 16" قَدْ تَرَكُوا الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ، فَضَلُّوا، تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ بْنِ بَصُورَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإِثْمِ. وَلكِنَّهُ حَصَلَ عَلَى تَوْبِيخِ تَعَدِّيهِ، إِذْ مَنَعَ حَمَاقَةَ النَّبِيِّ حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ."
هو احب اجرة الاثم ..
المقطع دة اعتقد بيتكلم بصورة قوية عن طريقة تعامل الله مع الانسان العادي اللي بيدعي انه عايز يعمل مشيئة الله لكنه عايز الخطية برضه ..
يمكن في الاول يُظهِر طاعة لكنه في الاصل عايز الخطية ..
فالله بيكلمه الاول لكن بعد كدة ساعات يفتحله الباب انه يعمل اللي هو عايزه ..في قصة بلعام ربنا قاله لو دعوك تاني روح بس خلي بالك ماتقولش اي حاجة انا مش هقولهالك ..ودة لاسباب من اجل بالاق و شعبه و اسباب من اجل بلعام ..من اجل بالاق عشان ربنا يعلن للشعوب التانية انه حي و بيحمي شعبه ..و عشان بلعام عشان يكشفله انه فاسد و يعلن له انه مش بيحترم كلام ربنا ..و فعلا الكتاب بيقول انه انطلق معاهم على طول لأن الدافع بتاعه كان محبة اجرة الاثم ..
و هنا قابله ملاك الله ..و كان في صورة شخص شايل سيف و بلعام كان راكب على حمارته و هي شافت ملاك الله و هو لأ .. وضيق ملاك الله عليه الطريق في مكان جنبه حائط و كروم لغاية لما رجله اتزنقت و ضرب الحمارة 3 مرات.. و فجأة الحمارة تتكلم و تقوله ليه ضربتني .. انت مش شايف اللي انا شايفاه .. بلعام ماتفاجأش من الحمارة انها تتكلم يمكن عشان هو متعود على السحر و اعمال العرافين ..ربنا عايز يوصله حالة قلبه ..ان لما كلمتك في الاول قولتلك ماتروحش و المفروض ان لو حد جالك تاني و زنقك بهدايا انك برضه ماتروحش .. لان ربنا مش عايز يغير كلامه ..
و دة اللي حصل ..الحمار اتكلم عشان يكتشف انه ماحترمش كلام ربنا .. لدرجة ان بلعام كان عايز يقتل الحمار .. و دة بيبين لبلعام ان ربنا بيرحمه و بيديله فرصة للتوبة .. توبة في الاصل مش عشان هو راح ولا لأ لكن توبة عن اتجاه قلبه انه يخدم اللي يكسبه اكتر ..
هي دي مشكلة بلعام في الاصل .. هو عارف ان الملك باراق محتاجله .. و عشان كدة رفض في الاول عشان بالاق يزود الهدايا و الفلوس .. مش عشان بيحترم ربنا ..كمان لما ملاك الله زنقه في الطريق .. هنا كان عايز يأكدله رسالة انه اوعى تتكلم بأي كلام تاني ..و المثال لكدة كان الحمار نفسه .. زي ما نخ في الاخر في مكانه او زنق رجل بلعام في الحائط .. انت كمان يا بلعام اعمل كدة و إلا هتتقتل ..
كتأمل لينا : الله اوقات يسمح لينا اننا نعمل اللي عايزينه و بيحترم ارادتنا .. و بعدها يبدأ في تعاملات يمكن شكلها غريب عشان يكشف لينا ان قلبنا مش عايزه هو .. لكن عايز الحاجات التانية .. مش دايما ربنا بيعمل كدة .. لكن دة احد اساليبه اللي هو عملها في الكتاب .. اكيد الله حر في اختيار اسلوبه مع كل شخص ..
الفكرة انه ببساطة كان مهم عند الله ان بلعام يكتشف فساد قلبه و محبته لاجرة الاثم ..
و هو فعلا كمل ضلال للشعب .. لانه بعد كدة لما مانفعش موضوع اللعنة .. برضه ماحترمش كلام الله بالبركة و تجاهله تماما و راح قال انهم يجيبوا بنات يخلوهم يزنوا مع شباب من شعب اسرائيل و يلقوا معثرة عشان يوقع الشعب مع عدل الله ..
فعلا هو شخص شكله خادم الرب . و شكله نبي .. لكنه خادم الشيطان بكل المقاييس ..
و في رسالة بطرس التانية : ٢ , و رسالة يهوذا و سفر الرؤيا : ٢ لكنيسة برغامس .. بيتكلم الكتاب عن طريق بلعام . ان في ناس شكلهم معلمين .. و بيتكلموا عن المسيح فعلا لكن محبتهم لمجد العالم اهم من الله و كلامه .. عشان كدة عندهم استعداد يضحوا بالايمان السليم عشان المال او اي شئ تاني ..الغريب ان بطرس الرسول بيقول ان حُفظ ليهم الدينونة في اعماق الظلام مع انهم المفروض انهم محفوظين للحياة الابدية ..
و دة تحذير قوي اننا نتضع جدا و نمتحن قلوبنا كخدام لألا نكون زي بلعام و تكون نهايتنا كارثية ..
اكيد ربنا عارف مين الحقيقي و مين المزيف .. دي مش دعوة للخوف للحقيقي لكن للمخافة و المهابة القلبية لله .. و اكيد المزيف لازم يخاف ..