نظريات قاصرة للكفارة والفداء
حقاً لا يمكن ايفاء عمل المسيح ،بتجسده و صلبه و قيامته وصعوده و شفاعته الآن من اجلنا و مجيئه الثاني ، بكلماتنا البسيطة لكنها محاولة كما سبقت دراستنا لوضع خطوط عريضة في كل جانب و علينا الاسترسال في البحث و الدراسة من الكتاب المقدس لكل جانب .
لكن نستطيع القول ببساطة ان الفداء مشروع الله لاسترداد الانسان و الخليقة كلية ً،من وضع اختاره الانسان بارادته، من وضع يملك فيه الموت إلى وضع يملك فيه الله بالنعمة على الانسان و الخليقة.
وقبل البدء في شرح معنى الكفارة و الصليب وقيامة المسيح و ما يترتب عليه من معاني لحياتنا الشخصية كمؤمنين في المسيح ، اود طرح عدة نظريات قُدمت عبر التاريخ بها بعض الأخطاء الكتابية ،او انها تميل لوضع او جانب واحد فقط بإلغاء لجانب اخر . وسوف اقتبس هذه النظريات من جزء من ورقة بحثية مكتوبة بواسطة مايكل جى. فلاش أستاذ اللاهوت المساعد بجامعة السيد اللاهوتية Master’s Seminar
"الرابط الأصلي لها http://www.tms.edu/tmsj/tmsj20i.pdf
النظرية الكلاسيكية أو نظرية الفدية
ترى وجهة النظر الكلاسيكية أن كفارة المسي هي إنتصار كوني على الشيطان وقوى الشر. و تعد نظرية الفدية الكفارية أحد أفرع النظرة الكلاسيكية. من هذا المنظور، يكون يسوع في موته قد دفع فدية للشيطان. ويكون الله في الصليب قد سلم يسوع للشيطان كفدية أو في مقابل نفوس البشر التي كانت مأسورة أو سجينة عند الشيطان. وكان الشيطان يظن أنه يستطيع أن يمسك يسوع في الموت، ولكن القيامة أثبتت أنه كان على خطأ حيث قد إنتصر يسوع عليه فيها. كانت هذه النظرة منتشرة في الكنيسة الآولى. كان كل من اوريجانوس وغريغوريوس النيصي هما المروجان الرئيسيان لهذا المنظور . وقد عارض غريغوريوس النيزانزي وأثناسيوس، من الناحية الآخرى، نظرية الفدية. وفي وقت لاحق سيأتي يوحنا الدمشقي ويعارض هذه النظرة ويؤكد أيضا، أنه من المستحيل لله أن يسلم يسوع للشيطان. وقد فقدت هذه النظرية، نظرية الفدية، كل تأييد في زمان أنسلم وأبيلارد أثناء القرن الثاني عشر. ثم في الزمان الحديث، دافع جوستاف أولين ) 1977 ( عن هذه النظرة للكفارة.
نظرية الترضية
ترى نظرية الترضية كفارة يسوع كتعويض تم دفعه للآب. هكذا، فقد أرضى موت يسوع كرامة الله الجريحة. هذا التوجه تم الترويج له بواسطة أنسلم في اوائل القرن الثاني عشر. يبدو أن نظرية الترضية الخاصة بأنسلم تستند على فكرة الإقطاعي المستبد، الذي،
لكي يعلي من كرامته، يصر على أن يكون هناك ترضية كافية لكرامته الجريحة.
روج أنسلم لنظرته هذه في عمله، Cur Deus Homo? ، )"لماذا تجسد الله؟"(. رفض أنسلم النظرة الكلاسيكية بأن الشيطان كان لديه حق إمتلاك كل البشر وأن الله كان لابد له أن يستخدم يسوع لكي ما يدفع الفدية للشيطان. كان أنسلم يتمسك بأن الخطية هي الفشل
في اعطاء الله المجد المستحق له. وحيث أن يسوع كان الله، فإنه كان قادرا أن يقدم ترضية كافية في هذا المجال.
صارت نظرة أنسلم ملتصقة بالنظرة اللاتينية. والطريقة الرئيسية لتمييز هذه النظرة هي أن نظرية الترضية تنظر للكفارة من وجهة نظر كرامة الله بالأكثر ليس من جهة علاقتها بشريعة الله.
نظرية التأثير الأخلاقي
ترى نظرية التأثير الآخلاقي الكفارة كاستعراض لمحبة الله بشكل رئيسي. وأن موت المسيح لم يكن دين تم تسديده للآب لكي يرضي كرامة الله الجريحة. وأنه كان إستعراض لمحبة الله، و، هكذا، كدافع للمسيحيين حتى يظهروا محبتهم كمردود لهذه المحبة. هذه النظرية
تم الترويج لها بواسطة بيتر أبيلارد ) 1442 م( كرد على نظرة الترضية الخاصة بأنلسم.
بالنسبة لأبيلارت، فإن التأثير الرئيسي لموت المسيح كان على البشر ليس على الله ولا على الشيطان. وهو يرى الله كمحبة فقط ولا يشدد على صفات العدل أو القداسة الإلهية. فمحبة الله قوية جدا حتى أنها تتغلب على مقاومة الخطاة. وتدفع قوة المحبة الإلهية البشر لأن يحبوا الله. ولقد شهر هوريس
في النظرية الحكومية تظهر الكفارة بوشنيل )1876-1802 ( أبو الليبرالية الحديثة في الولايات المتحدة نظرية التأثير الآخلاقي في الولايات المتحدة .
النظرية الحكومية
كإستعراض للعدالة الإلهية. روج هوجو جروشس1645 م (لهذه النظرية بالتفصيل في عمله
( Defensi fidei catholicae de satisfaction Christi adversus F. Socinum .
وكما قال ديماريست، آمن جروشس أن المسيح بواسطة موته قد صنع بموضوعية رمزا، ولم يدفع لدين خطية البشر لله بشكل كامل أو مكافئ. فعن طريق موت ابنه، أقام الله الحكومة الآخلاقية للكون وهو يضع جانبا متطلبات الشرعية بأن الخاطئ لابد أن ينال عقابه. وكان يمكن لحاكم الكون أن يوسع من قانونه بالتمام ولا يعاقب المسيح ، ولكن ذلك لم يكن ليحقق أقصى تراجع عن الخطية )من جهة الإنسان( في المستقبل.
تدعي النظرية الحكومية أن عقاب المسيح يعلن بوضوح عن كراهية الله للخطية ويدفع الشخص للتوبة والعيشة بالتقوى.
وتبعا لجروشس فإنه ممكنا لله أن يوسع من قانونه حتى لا يكون هناك ضرورة لعقوبة مماثلة لكل إنسان. بالنسبة لجروشس، لم يكن موت المسيح عقوبة. بل بالعكس، لقد جعل موته العقوبة غير ضرورية. وهكذا، هناك عنصران في الكفارة. الناحية المقصودة، فيها موت المسيح يرضي مطاليب العدالة. وهناك ذبيحة حقيقية قدمها المسيح لله. والناحية الموضوعية، ينظر لموت المسيح فيها كعامل كابح للخطية عن طريق تشديد مدى خطورة الخطية.
تابع المقال القادم للتعرف على المزيد في هذا الموضوع
Comentarios