تمايز الأقانيم في الثالوث
تمايز الاقانيم
عندما نقول ان الاقانيم الثلاثة هم الله فما نقصده هو ان كل اقنوم يتمتع بكامل صفات الله فالآب ليس أكثر قوة او حكمة من الابن او ان الاب والابن أكثر قوة من الروح القدس وهكذا.. بل ان كل اقنوم يحمل كمال الصفات الإلهية بكونه الله بالكامل. ولكن ما هي الفروقات بين الاقانيم؟
Ø وظائف الاقانيم الرئيسية في علاقتهم بالعالم:
يسمى هذا أحيانا بتدبير الثالوث أي الطرق المختلفة التي يتصرف بها الاقانيم الثلاثة في علاقتهم بعضهم ببعض تجاه الخليقة:
· في الخلق:
§ الاب: نطق بكلمات الامر فوجد الكون
§ الابن: نفذ مراسم هذا الخلق (كل شيء به كان)
§ الروح القدس: كان التدخل المباشر بالتحرك واحتضان تلك الخليقة وتشكيلها.
· في الفداء:
§ الاب: خطط الاب للفداء وأرسل ابنه الى العالم
§ الابن: اطاع الابن ونفذ الفداء من اجلنا.
§ الروح القدس: اتى من اجل تطبيق الفداء علينا بإعطاء الولادة الجديدة وتقديسنا وتزويدنا بالقوة.. الخ
Ø لذلك يمكننا القول بأن دور الاب هو التخطيط والتوجيه وهو دائما المبادر وارسال الابن والروح القدس.. ودور الابن هو تنفيذ هذه
الخطة ودور الروح هو في تفعيل هذه الخطة في الخليقة.
Ø هذه الأدوار ليست أموراً اعتباطية فلا كان الاب سيأتي عوضا عن الابن ليفدي البشرية ولا الروح القدس هو الذي سيرسل الابن وهكذا.. فهذه الأدوار لا يمكن ان تقلب.. فلا يتوقف الاب عن كونه اباً ولا الابن عن كونه الابن.. ولهذا أطلق الكتاب على الاب أباً لأنه يليق بالآب ان يخطط ويرسل ويليق بالابن ان يطيع ويخضع الكل لأبيه ويليق بالروح القدس ان يفعل هذه المشيئة ويقدس الكل للآب والابن.. فهذه العلاقة سرمدية.. ازلية -ابدية. فقبل خلق العالم كان الاب اباً والابن ابنا.. ولم يكتسب الابن صفته انه ابن عندما أرسل الى العالم واطاع الاب لكن هذه الأدوار في جوهر الثالوث من الازل والى الابد. وفي الخلق يقول الكتاب ان الاب خلق العالم بالابن (عب 1: 2) ولذا فهي تشير الى وجود تلك العلاقة بينهم من قبل الخلق
.
Ø فجوهر طبيعة الاب انه هو المبدئ والابن هو العامل الوسيط النشط والروح هو الفاعل في الواقع.
Ø وهذا التمايز لم ينشأ عند بدأ الخليقة لكنه جوهر الله منذ الازل والى الابد.
Ø هذا التمايز أيضا لا ينقص من الاقانيم شيئاً فالابن او الروح ليسوا اقل حكمة من الآب الذي يدبر، فالمساواة هي في الكينونة والاختلاف هو في الدور.
Ø فلا تنقسم كينونة الله الى ثلاثة أجزاء متساوية لكن كل اقنوم هو كامل جوهر الله.
Ø كما انه لا يمكن القول بأن الفروقات المميزة للثالوث شيئاً مضافا الى كينونة الله فكل اقنوم يحمل كل صفات الله ولا يوجد اقنوم يحمل أي صفة لا يملكها الاقنومان الاخران.
Ø والاقانيم هم حقيقيون وليسوا مجرد طرق مختلفة للنظر الى كينونة الله.
Ø لذلك فالتمايز بين الاقانيم ليس اختلافا في الكينونة لكن اختلافا في العلاقات وهذا بعيد جداً عن الاختبار الإنساني حيث ان كل شخص بشري هو كائن مختلف (كينونة مختلفة) لكن كينونة الله بطريقة ما أعظم من كينونتنا من حيث انه توجد ضمن كينونته التي لا تنقسم توجد إمكانية لتجليات لعلاقات شخصية متداخلة بحيث يمكن ان يكون هناك ثلاثة اقانيم متميزون.
Comentários