الصفات الغير مشتركة مع البشر (1)
1- مستقل.. (الكينونة الذاتية)
الله لا يحتاج الينا او الى باقي الخليقة في اي شيء... ومع ذلك فنحن نستطيع مع باقي الخليقة ان نمجده ونفرحه.. ان تكون ذا قيمة لدى الله يعني ان تكون منتهى القيمة.
فالله مستقل استقلالاً كاملاً مطلقا ً ويتمتع بالاكتفاء الذاتي.. أعلن بولس للاثينيين في حديثه في اع 17
الإِلَهُ الَّذِي خَلَقَ الْعَالَمَ وَكُلَّ مَا فِيهِ هَذَا إِذْ هُوَ رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ يَسْكُنُ فِي هَيَاكِلَ مَصْنُوعَةٍ بِالأَيَادِي وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْساً وَكُلَّ شَيْءٍ. اع 17: 24- 25
فهو قبل خلق الانسان لم يكن وحيدا.. او كان يحتاج الى الشركة مع الآخرين لذا فهو لم يكن محتاجاً ان يخلق تلك الخليقة لكي تعمل صفاته او يشعر بالسعادة.. فقد كان الله في ذاته يملُك كل الشِبع والمجد ولا يحتاج لخليقته في شيء.. لذلك فكل الخليقة لا تحمل سبب وجودها لكن الله هو من اوجدها لكن الله مستقل في ذاته بتميز عجيب عن خليقته فهو يحمل في ذاته سبب او علة وجوده فلا مسبب او مؤثر على وجود الله.
ولكن في تفرد عجيب يفوق العقل يعلن ايضاً الكتاب المقدس ان الله يُسر بنا وسُر ان يخلقنا ويقبل محبتنا وهي تفرحه.. فوجودنا ايضا ً له معنى.. فقط لأنه خَلقنا وأراد ان يكون لنا قيمة!!
قيمتنا هي ان نكون لمجده.. اي ليظهر فينا هذا المجد.. ونكون انعكاس لمجده ونبادله الحب.
فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رئاسات امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. كو 1: 16
Comments